

تقديم عام
تعتبر الطماطم أهم الزراعات بالمغرب تاريخيا. بلغت المساحة المزروعة حوالي 15888 هكتار بإنتاج 1.3 مليون طن في الموسم الفلاحي 2016 ـ 2017. أما بالنسبة لسنة 2017 ـ 2018، فإن المساحة قد بلغت 15955 هكتار بإنتاج 1.4 مليون طن. تتركز هذه المساحات بشكل كبير في جهة سوس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقسيم, زراعة الطماطم بالمغرب إلى ثلاث مجموعات :
1. الإنتاج في البيوت البلاستيكية : يتركز حصريا في جهات سوس-ماسة وجهة الداخلة. يتم تصدير هذا الإنتاج المبكر لهذا النمط من الإنتاج أساسا نحو الاتحاد الأوروبي، أمريكا الشمالية، ومؤخرا نحو الشرق الأوسط.
2. الطماطم في الحقل المكشوف : متواجدة في جهة دكالة، الصخيرات-تمارة والدارالبيضاء. إنتاج هذه الجهات موجه أساسا للسوق المحلية.
3. الطماطم الصناعية : مرتكزة في جهة مكناس، مراكش وبني ملال.
إنتاج الطماطم زراعة تقنية. هنا نقدم فكرة عن المسار التقني للطماطم في الحقل المكشوف
المسار التقني للزراعة
وصف النبتة
دوران المحاصيل
تركيب النبتة
التسميد
الوقاية من الأعشاب الضارة ومسببات الأمراض
الحصاد والمحافظة عليه
مجموعة النبتة
وصف النبتة
الإسم العلمي : Solanum lycopersicum
العائلة : الباذنجانيات
المملكة : Plantae
النوع : Solanales
الصنف : Tuberosum
مراحل نمو الطماطم
متطلبات التربة والمناخ
المناخ
تتأثر زراعة الطماطم بدرجات الحرارة المنخفضة. في درجات الحرارة التي تقل على 10 درجات يتأخر نمو النبتة. في مثل هذه الظروف، نلاحظ تفرع الباقات، صعوبة في الإثمار وتكون الأزهار مخططة.
من جهة أخرى، تعزز درجات الحرارة المرتفعة النمو الخضري على حساب النمو الثمري. فوق 30 درجة، يمكن ملاحظة ظهور عيوب في اللون.
تتأقلم زراعة الطماطم مع جميع تغيرات الفترة الضوئية.
التربة
عموما وحسب الأصناف، فإن الطماطم ليست متطلبة من حيث الجودة الكيميائية للتربة. وبالمقابل، فإن الطماطم تتأثر بنوعيتها. يجعل وجود الديدان الخيطية التربة غير صالحة لزراعة الطماطم.
إضافة إلى ذلك، فإن زراعة الطماطم بالمغرب تظهر مردودية ممتازة في التربة الناعمة (سوس ودكالة).
لا تتأثر زراعة الطماطم بحموضة التربة وتتميز بتحمل الملوحة.
المياه
تترواح احتياجات الطماطم من المياه بين 4000 و 5000 متر مكعب طيلة الدورة الزراعية. يؤدي ضعف أساليب الري إلى الإضرار بجودة الإنتاج (بما في ذلك التشقق وعيوب في لون الثمار).
الدورة الزراعية واختيار الأصناف
أهمية الدورة الزراعية
بالنسبة للطماطم، وكما هو الشأن بالنسبة لجميع الباذنجانيات، فإن الدورة الزراعية هامة جدا. التناوب على مدى ثلاث سنوات ضروري لتجنب خطر انتشار الأمراض البكتيرية والفطرية.
بالمغرب، تتعرض زراعة الطماطم لضغوط شديدة من الآفات الزراعية. من أجل الحصول على مردودية دائمة ومنتجة يجب القيام بالدورة الزراعية كل 3 أو 4 سنوات.
الدورات الزراعية الموصى بها
بالنسبة للدورات الزراعية، يجب تجنب زراعة الأصناف النباتية من نفس عائلة الطماطم (الباذنجانيات).
بالمغرب، أهم الدورات الزراعية الموصى بها :
بعض الأصناف المتوفرة بالمغرب
العمليات الزراعية
تركيب النبتة
مثل العديد من الأصناف من عائلة الباذنجانيات، يتم تحضير شتلات الطماطم بالضرورة في المشاتل.
البذر
في المشتل، يتم البذر في لوحات بلاستيكية وهي متوفرة في الأسواق بجودات متفاوتة. تعتبر اللوحات المجوفة 28 (4*7) الأكثر استعمالا.
تمتد عملية إعداد الشتلات حوالي 49 يوما، وتتضمن العديد من المراحل الموازية المرتبطة بالصنف والتطعيم الذي سيتم تبنيه لاحقا.
تعتبر عملية التطعيم العملية الأكثر أهمية في المشتل. حاليا بالمغرب، تتم هذه العملية من طرف عمال متخصصين، وقد تم القيام بعدة محاولات لمكننة هذه العملية ولكن بدون جدوى لحد الآن.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يتوفر حاليا على أنجح الشبكات الفعالة للمشاتل في إفريقيا.
بالنسبة للطماطم في الحقل المكشوف، لا يتم تطعيم الشتلات في معظم الحالات وتتم هذه العملية لدى المنتجين.
بالنسبة لكثافة البذر وغرس الشتلات في المشتل، يتم دوما استخدام بذور إضافية بنسبة 10 إلى 20٪ لتعويض الخسائر على امتداد عملية تحضير الشتلات.
عند الغرس، تعتمد كثافة البذر على صنف الطماطم :
بالنسبة للطماطم المستديرة مثلا، الهدف هو الوصول إلى 9000 أو 9500 نبتة في الهكتار بنظام الساقين.
تهيئة التربة
كما هو الشأن بالنسبة لجزء كبير من الخضروات، يمر تحضير تربة زراعة الطماطم عبر 3 مراحل : الحرث، تحضير فراش البذر، ثم تحضير خطوط الغرس.
الحرث وتحضير فراش البذر
من أجل تهيئة التربة بشكل جيد، يتم حرث التربة السفلية في التربة الطينية من أجل تنعيمها وتسوية التربة.
في التربة العادية، تتم تهيئة التربة عن طريق الحرث على عمق يتراوح بين 25 و30 سنتيمتر.
الحرث السطحي ضروري في جميع الحالات من أجل تخفيف التربة وتعزيز نمو جذور الطماطم. قبل تثبيت البيوت البلاستيكية، يجب تنفيذ العمليات التالية :
- تفتيت التربة إذا كان ذلك ضروريا
- الحرث العميق على عمق 30 سنتيمتر على الأقل
- تمرير قرص التنعيم من أجل الحصول على تربة لينة ومهواة بشكل جيد
يجب استخدام فراش البذر من أجل تسهيل عملية سقي الأخاديد وتسهيل تصريف المياه. يمكن تهيئة فراش البذر بعرض 1 متر مع أخاديد بعرض 50 سنتيمتر بطريقة ميكانيكية. يختلف شكل فراش البذر حسب الموسم : 20 سنتيمتر في الموسم الجاف و35 سنتيمتر في موسم الأمطار.
تحضير خطوط الغرس
يعتبر تحضير خطوط الغرس ضروريا في زراعة الطماطم. الهدف هو تزويد نظام الجذور بمساحة تسهل تطور ودعم نمو النبتة.
يمكن تطبيق الغرس بالخطوط من أجل التحكم في الأعشاب الضارة.
نقل الشتلات
بعد المرحلة الأولى في المشتل، يتم نقل الشتلات إلى الحقل لإجراء عملية الزرع. قبل تسليم الشتلات، يجب أن تكون هذه الأخيرة صلبة من خلال تقليل الماء وتعريضها لأشعة الشمس. تسمى هذه العملية التأقلم الحيوي، وهي تستغرق من 6 إلى 9 أيام قبل الغرس.
قبل نقلها إلى الحقل بحوالي 12 ساعة، يتم سقي الشتلات لمدة 12 ساعة. في وقت الغرس يجب أن تتوفر النبتة على 4 أو 5 أوراق، ويبلغ طولها حوالي 15 سنتيمترا.
تعتمد المسافات الموصى بها بشدة على نوعية الطماطم (الطماطم المستديرة ، طماطم الكوكتيل ، طماطم الكرز ....). عموما، وبالنسبة للطماطم المستديرة، ينصح باستخدام مسافات تتراوح بين 1.20 و 2.0 مترا بين الصفوف و 30 إلى 40 سم بين النبتات
التسميد
تعتبر الطماطم زراعة مستهلكة للمواد المغذية الرئيسية وكذا بعض العناصر الثانوية والبسيطة مثل الحديد. البور، الكالسيوم والموليبدين.
خلال نموها، تتطلب الطماطم إلى غاية 4 كلغ من الآزوت و9 كلغ من البوتاسيوم في اليوم.
في قمة الإنتاج، تتطلب الطماطم 21 كلغ من الآزوت، 10 كلغ من الفوسفور (P2O5) و 48 كلغ من البوتاسيوم (K2O).
مخطط التسميد
يعتمد مخطط تسميد الطماطم بشكل قوي على إمدادات الأسمدة :
1. التسميد العادي : حيث يتم إضافة الأسمدة إلى الزراعات في التربة، في هذه الحالة نتحدث عن التسميد على مرحلتين (سماد العمق وسماد التغطية)
2. التسميد عبر أنظمة الري : الذي يطلق عليه تسميد الري، في هذه الحالة تتم إضافة العناصر المغذية للزراعة حسب الاحتياجات الفورية للنبتة.

السقي
الطماطم نبات يتطلب الكثير من المياه، وتعتمد هذه الاحتياجات على مرحلة الزراعة. من التطعيم إلى الإزهار، يكون النمو بطيئا، ولا تتجاوز الاحتياجات في هذه المرحلة 1،5 لتر لكل نبتة. ومع ذلك، فإنه من الضروري تدبير السقي حسب الظروف المناخية. ابتداءً من الإزهار وإلى غاية نضج الباقات الأولى، ترتفع الحاجيات إلى حوالي 1،9 لتر لكل نبتة. ابتداءً من جني المحصول الأول، تصبح النبتة متطلبة للمياه.
تدبير السقي في مرحلة نضج الثمار هام جدا من أجل تجنب المشاكل النوعية. في هذ المرحلة، يجب أن تكون التربة في نسبة التشبع من الماء.
الوقاية من الأعشاب الضارة ومسببات الأمراض
تعتبر الطماطم من الخضروات المعرضة للعديد من الأمراض والآفات.
من بين الأعداء الأكثر شراسة بالنسبة للطماطم :
- الحشرات,
- الأمراض الفطرية,
- الفيروسات,
- البكتيريا,
- الديدان الخيطية.
تعتبر مكافحة الأعشاب الضارة كذلك عاملا رئيسيا لإنجاح هذه الزراعة.
مكافحة الآفات والأمراض
الآفات والأمراض التي تصيب الطماطم وتتطلب المكافحة هي : حشرة توتا ابسلوتا، الذبابة البيضاء، حشرة المن، القرديات (رتيلة)، الديدان الخيطية و النيماتودا.
سواء في الزراعة في الحقول المكشوفة أو البيوت البلاستيكية، فإن المكافحة الوقائية والعلاجية هي السبيل لمحاربة هذه الآفات.
يعتبر الميليدو و البوتريتيس من بين أكثر الأمراض شيوعا.
النيماتودا هي كذلك من الأعداء الأكثر خطورة بالنسبة للطماطم. في التربة المصابة، لا ينصح بزراعة الطماطم.
الجني والتخزين
الجني
الطماطم هي محصول يتم جنيه عدة مرات، بمجرد نضوج الباقة الأولى، يتم الشروع في عملية الجني.
تعتمد مدة الجني على العديد من العوامل، ومن أهمها في البيئة المغربية : نوعية الصنف (نمو محدد أو غير محدد)، السوق وضغط بعض الآفات.
ترتبط مرحلة جني الطماطم بقوة بوجهة المحصول. كلما كانت الأسواق قريبة من مناطق الإنتاج، كلما تم جني الثمار بلون قريب من الأحمر. بالنسبة للوجهات البعيدة، يجب جني الثمار بمستوى نضج أقل، وذلك من أجل تجنب تلفها خلال النقل. وبالتالي، فإن البحث عن الأصناف التي لها القدرة على تحمل النقل تبقى من بين أهم المعايير في اختيار الأصناف.
وفي هذا الإطار، حاولت العديد من الأبحاث بالمغرب (خاصة في جهة سوس) دراسة المرحلة المثالية لجني الطماطم.
ما بعد الجني
الطماطم عبارة عن ثمار تعتمد علـي الإيثيلين وترتبط بزيادة في التنفس الخلوي لأنسجتها، وتستمر في النمو بعد الجني. لذا من الضروري التفكير في مصيرها بعد الجني حسب خصائص الصنف.
بعد الجني، يجب نقل إنتاج الحقل المفتوح نحو الأسواق في موعد لا يتجاوز يوما واحدا.
في إنتاج البيوت البلاستيكية، يتوفر المصدرون المغاربة على تجهيزات للمعالجة القبلية للثمار قبل التصدير، ويعتبر احترام سلسلة التبريد أمرا أساسيا للمحافظة على جودة ثمار الطماطم.